التربية والترهيب

لفتني عنوان مقال في جريدة الرياض في عدد اليوم يقول "جنية تثير الذعر بمدرسة إبتدائية في مصر" .
من منا في السعودية والخليج لا يذكر "حمارة القايلة"

ومن منا لا يذكر "أم السعف والليف"


وكافة الأساطير التي انتشرت من "سنة جدي وجد أبوي" والتي أنتجت جيلاً بخيالٍ واسع وبـ "كلاكيع" يصعب علاجها .. طبعاً في "سنة جدي وجد أبوي" لم تكن هذه الأساطير بالمشكلة التربوية الكبيرة .. ذلك لانشغالهم بكسب قوتهم فلم يلتفتوا لأصول التربية بشكلٍ جيد فهم ربوا أبناءهم على ماربوهم عليه آباءهم .. غير مدركين للعقد التي يمكن أن تتربى معهم .. ناهيكم عن انشغالهم بالغزو والحروب وما إلى ذلك .. فكان العنف هو "الآتموسفير" السائد في ذلك الوقت .

أما المأخذ فكان في جيلنا نحن .. أي لنقل العشرين إلى الثلاثين سنة الماضية .. بعد أن وجدت المدارس .. وجاء التعليم الذي من المفترض أن يرتقي بالشعوب .. كنا نسمع عن هذه الأساطير من المعلمين والمعلمات أنفسهم .. والذين من المفترض أن يكونوا نبراساً للعلم .. لا لزرع خرافاتٍ لا أصل لها من الصحة .. مريدين بذلك التأديب ولكن استبدلت الألف والدال بالراء والهاء لتصبح الترهيب .

ما زلت أتذكر خوفي من "حمارة القايلة" و"أم السعف والليف" والوحش الذي يأتي كل ليلة ليفتش في بطون الأطفال وهم نيام .. فإن وجد أنهم لم يشربوا "الحليب" فإنه يشق بطونهم ويضع فيها الحجارة فيخيطها من جديد .. "أي معدة بتهضم اللاكتوز مع هالخوف" !!

من المتوقع أن تصدر الخرافات من الجاهلين .. فهو متوقع منهم ولا يعتبر نشازاً .. أما أن تصدر من المتعلمين أو أن تصدر في مكان تعليمي كالمدرسة التي في مصر دون أن تبدي هيئة التعليم أي اهتمامٍ للموضوع وكأنهم موافقون على مايرون فهنا هو الخطأ بعينه .

هل من المعقول ونحن في 2010 وفي عصر التقدم والتطور والتكنولوجيا وما زال هناك أشخاص يصدقون بوجود الأساطير والخوارق !!
في هذه الحالة فإن شياطين الإنس أشد وأكرب من شياطين الجن .. واللي يعيش ياما يشوف .

 

0 التعليقات: